المبادرة الداخلية لمقاومة التكفير وإطفاء الفتنة.
د.نسيب حطيط
التكفير خطر يهدد جميع الطوائف والأحزاب والأفراد... وسكاكين الذبح لا تستثني أحد ودماء المذبوحين وقود الفتنة القادمة إلينا والتي يشارك البعض فيها بصمته وتآمره.
لم يبادر المسؤولين من رسميين وروحيين وحزبيين إلى إتخاذ الموقف المسؤول والأخلاقي في مواجهة التكفير والفتنة فالجميع يسبح في دائرة أحلامه وعصبيته ومغامراته المراهقة والفتنة تتقدم والشارع يغلي بالدواليب والفوضى التي تنمو شيئاً فشيئاً حتى صار الشارع بإمرة الشباب الذين تحركهم العاطفة ويسيرهم الإنفعال مع التنبه للمدسوسين وعملاء المخابرات المتعددة الجنسيات التي تبادر إلى إفتعال الحوادث وقيادة الشارع بشكل ذكي لتوريطه بأفعال إنتقامية وغير عقلانية.
تنازلت الحكومة عن مسؤولياتها ووزعتها على البلديات والأحزاب والعشائر والفعاليات،فصارت كل بلدية "حكومة" مستقلة تشرع منع التجول أو الحراسة أو إدارة ملف النازحين وفق إمكانياتها وإجتهاداتها والوقائع وهذا أكثر من مسؤولياتها وإمكانياتها على ضبط الأوضاعوأستنجدت الدولة بالأحزاب والفعاليات لأنها قيدت الجيش والقوى الأمنية وفرضت عليهم وجوب عدم التعرض للنازحين والإرهابيين بل وجوب معالجة الجرحى من الأسرى الإرهابيين (بلطف) ومطلوب من العسكري أن يدلل الإرهابي في نفس اللحظة التي يذبح فيها رفيقه العسكري!!
يمنع إقفال معبر عرسال لإمداد المسلحين لتمكينهم من ذبح العسكريين والإعتداء على بعض أهالي عرسال الوطنيين وخطفهم وإعدامهم... يمنع إقفال الحدود حتى الرسمية أمام الإرهابيين القادمين بصفة نازح!!
يمنع تنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين الذين صدرت بحقهم الأحكام قبل إندلاع الأحداث السورية وقبل تدخل حزب الله.
دماء شهداء الجيش في نهرالبارد ذهبت هدراً والقتلة سيفرج عنهم في عملية تواطؤ مسرحي مدبر مع بعض الجهات...قتلة المدنيين في الضاحية والهرمل بالسيارات المفخخة سيكونوا أحراراً مكرمين بفدية مالية.
ألا يفكر المسؤولون بأننا أصبحنا على حافة الهاوية وأن الشارع سيقود الدولة وليس العكس... ألا يعرفون أن تصريحاتهم أو تهديد داعش لن يحمي النازحين بل الجرأة بإستعمال أوراق القوة ضد الإرهابيين هي التي تحمي النازحين واللبنانيين.
لقد أعدمت داعش أئمة المساجد السنة في الموصل ... واختطفت مفتي الموصل (السني) وأعدمت طبيبتين من أهل السنة لرفضهما الإنصياع لأوامرهم وفرضت جهاد النكاح على النساء السنة وباعت الإيزيديات والمسيحيات فهل يظن البعض أنه في مأمن من ذبح داعش.
التكفيريون ليسوا أهل السنة... التكفيريون ظاهرة مخابراتية محترفة تخدع الناس بشعاراتها وترفع شعار الدفاع عن السنة لكن ماذا فعلت بهم في الرقة ودير الزور وحلب والموصل والفلوجة أليست النصرة من التكفيريين السنة أليس الجيش الحر سنياً اليست الجبهة الإسلامية سنية... لا يحمي السنة في لبنان إلا الدولة والعيش المشترك كما تحمي الشيعة والمسيحيين والدروز والنازحين السوريين واللاجئين.
نناشد الجميع المبادرة للإنخراط في حملة مقاومة التكفيريين وحفظ الجيش المشترك وفق التالي:
- دعوة المسلحين للإنسحاب من عرسال وبقية المناطق وتقديم شكوى لمجلس الأمن والجامعة العربية لإنتهاك السيادة اللبنانية.
- تطبيق معاهدة التعاون والأخوة بين لبنان وسوريا التي مازالت قائمة وبقية الإتفاقيات الثنائية .
- إنعقاد قمة روحية إسلامية مسيحية وإصدار خطبة وعظة موحدة ليومي الجمعة والأحد تؤكد على مقاومة التكفير ومنع الفتنة والوحدة الوطنية ودعم الجيش ومطالبة الدولة بالإقدام والجرأة وعدم التهاون وتنفيذ أحكام الإعدام.
- عقد لقاء سياسي يضم الجميع 8 و 14 آذار في المجلس النيابي أو أي مكان آخر للتأكيد على الوحدة بمواجهة التكفير وأن أي فرد يبرر لداعش والنصرة أفعالها فهو شريك في أفعاليها.
- عقد إجتماع للصحافة والإعلام المرئي وضرورة وضع خطة طوارئ إعلامية لمقاومة التكفير وعدم الترويج لأفكارهم وتصاريحهم وبث الندوات والحوارات التي تضئ على منهجيتهم وأنماط تكفيرهم لتوعية الجمهور والراي العام حول خطر التكفير وإظهار ملامح الوحدة والتعايش.
- مطالبة القضاء والأجهزة الأمنية محاسبة كل لبناني أو مقيم في حال تهجمه على الجيش والقوى الأمنية دون حصانة لأحد بما فيها النواب والوزراء والسياسيون مع وجوب معالجة الأخطاء إن حصلت بالطرق القانونية ومع الجهات ذات الإختصاص.
- إبلاغ النازحين بوجوب التقيد بالقوانين وعدم مساعدة الإرهابيين وأن أي نازح يحمل السلاح أو يقوم بعمل مخابراتي أو إرهابي فسيتعرض للعقوبة والسجن وتبعد عائلته إلى سوريا وأن أي عامل سوري يشارك في أعمال إرهابية يمنع من دخول لبنان نهائياً في المستقبل بعد محاسبته وإنجاز عقوباته.
- أن نبادر جميعاً إلى طائف داخلي لمقاومة التكفير فإننا على أبواب تقسيم ديمغرافي يتطور إلى تقسيم فيدرالي وهذا هدف التكفيريين ومن صنعهم ....فهل سنستيقظ قبل فوات الأوان ؟